דף הבית >> العامة 1 >> تفنية القبعات الست
 
تقنية القبعات الست
إعداد: إميل سمعان

 
تقنية القبعات الست قام بتطويرها الطبيب ادوارد دي بونو (بريطاني الجنسية مالطي الأصل), حيث كان مسافراً من بريطانيا إلى ماليزيا, انطلقت هذه الشرارة حيث قارن بين طريقة تفكير الغرب التي تعتمد على الفلسفة السفسطائية القائمة على الجدل والحوار والمناقشة (المعاكسة), وطريقة تفكير الشرق, خاصة اليابانيين, التي تعتمد على التفكير المتوازي.

فالطريقة الأولى تقوم على التفكير المتعاكس بين الأفراد, حيث يبدي كل طرف وجهة نظره في مسألة ما, يحاور ويجادل الآخر لإثبات صحة هذا الرأي, وهذا يجعل الأفكار متعاكسة. أي كل فكرة تقابلها فكرة مختلفة مما يجعل الأفكار تتجاذب في أحيان كثيرة فتصبح المحصلة صفراً في النهاية. وذلك وفقا للقانون الفيزيائي الذي أثبت أن دفع الجسم من هذه الجهة ومن الجهة المقابلة بنفس القدر يفقده الحركة, فتكون المحصلة صفراً. وإسقاط هذا القانون على طريقة التفكير المتعاكس يعني أن الجدال أحيانا لا يؤدي إلى نتيجة مرضية, في حين كنا نعتقد أن هذا الجدال سبيل لتحقيق الموضوعية في التفكير.

أما طريقة التفكير المتوازي التي يستخدمها اليابانيون بنجاح في إدارة اجتماعاتهم تقوم على التشارك بالرأي باستخدام عدة أنماط متوازية في التفكير, فكل نمط يوازي النمط الآخر ولا يعاكسه وذلك من أجل الوصول إلى نتائج وقرارات سريعة وفعالة.

 
 

ولكم مثالين لتوضيح آلية اتخاذ القرار تبعاً لطريقة التفكير المتوازي:

عدد من المدراء في شركة يناقشون إمكانية إصدار قرار لشراء شركة معروضة للبيع. في البداية, يتشارك جميع الأفراد من هذه الإدارات لجمع معلومات عن الشركة المعروضة للبيع, حيث يسلك الجميع خط عمل موحد الأهداف والطريقة, ثم يفكر الجميع في الإيجابيات والمميزات التي يمكن جنيها من عملية الشراء, ثم التفكير الموحد بالسلبيات, وهكذا تتحقق طريقة التفكير المتوازي الذي يمنع حدوث التصادم بين الآراء المتعاكسة وتعدد أنماط التفكير المتوازي قاد إلى فكرة قبعات التفكير.

أو في البيت, أفراد العائلة يتباحثون في شراء سلعة معينة. فيتشارك افراد العائلة بالنقاش حول اهمية هذه السلعة للعائلة, إيجاباتها وسلبياتها, تكلفتها, وما هي الفائدة وأهميتها من شرائها وغيرها من النقاشات المتوازنة وبعدها يتم اتخاذ القرار من حيث شرائها أو لا.


إن القبعة المقصودة هنا ليست قبعة حقيقية, ولكنها رمز على طريقة في التفكير. وقيل لأن القبعة توضع على الرأس وهو مصدر التفكير واتخاذ القرارات, وأنه يسهل لبسها وخلعها كما يسهل الانتقال إلى أنواع التفكير الست والتي يرمز لها بقبعات ملوّنة. وبهذا التوزيع وبهذه الألوان يتم تنظيم وتصنيف الأفكار.

تهدف هذه الطريقة إلى تحسين التفكير بتقسيمه إلى ستة أنواع وأُعطي لكل نوع لوناً خاصاً يلائم طبيعته.

هذه التقنية تمنح الإنسان في وقت قصير قدرة كبيرة على أن يكون متفوقاً وناجحاً في المواقف العملية والشخصية, وفي نطاق العمل أو في نطاق المنزل. وتحوّل المواقف السلبية إلى مواقف إيجابية, والمواقف الجامدة إلى مواقف مبدعة. هي طريقة تعلّمك كيف تنسق العوامل المختلفة للوصول إلى النجاح.

هذه الطريقة تعطيك الفرصة لتوجيه الشخص إلى أن يفكر بطريقة معينة ثم تطلب منه التحول إلى طريقة أخرى. هذا التوجه يجعل الحاضرين يفكرون دون حواجز أو خوف وبنفس النوع من التفكير حتى يتم التغلب على بعض السلبيات أثناء الحديث والتفكير مثل الهجوم على آراء وأفكار الآخرين.

 


القبعات ومميزاتها:

القبعة البيضاء:  ترمز للتفكير الحيادي ومهمتها جمع البيانات والمعلومات وتسجيلها. سواء أكانت هذه الحقائق واقعية أو مرغوب فيها.
القبعة الحمراء: ترمز الى التفكير العاطفي ومهمتها المشاعر, العواطف, والأحاسيس الإنسانية. ومراقبتها وتنظيمها للتحكم بها.
القبعة السوداء: ترمز للتفكير السلبي ومهمتها التفكير بحذر ناقد ويعتمد على مبررات منطقية, لكنه سلبي الاتجاه يغلب عليه التشاؤم.
القبعة الصفراء: ترمز للتفكير الإيجابي والتفاؤل, ومهمتا البحث عن الإيجابيات في القضية المطروحة,  فهو مفيد ولكن لا ينبغي الاسترسال في الأحلام.
القبعة الخضراء: ترمز للتفكير الإبداعي ومهمتها الإبداع, الأفكار الجديدة والبدائل, يستفيد من جميع الآراء والأفكار المطروحة ويدرس البدائل المتاحة.
القبعة الزرقاء: ترمز الى التفكير الموجه ومهمتها النظرة الشاملة, الملخص, استنتاج, القرار لتحقيق التوازن والوصول إلى الهدف بأمان.
 

كيف تعمل التقنية:

عند النقاش في خطة عمل معينة لا يتم الجدال بين أعضاء الفريق وكل شخص يعطي رأيه بشكل شخصي حول هذا البرنامج او ذاك والذي يسمى المعاكس. وانما كل الفريق يناقش كل مرحلة بشكل جماعي ومن ثم يتم اتخاد القرار ولهذا يسمى التفكير الموازي والذي تتوازى بها الأفكار وعلى جميع المستويات.

القبعة البيضاء وتسمى الحيادية:
 

 
وهي تمثل التفكير الحيادي – الموضوعي أي المبني على المعلومات والحقائق والأرقام والإحصاء والسؤال والتساؤل والمعطيات أي انها لا تعتمد ولا تبنى على أي راي لانها حيادية تحدد احتياجاتنا من المعلومات, مثل المعلومات الخام. والمعلومات اللي تحتويها القبعة البيضاء عبارة عن نوعين المعلومات: الموجودة والناقصة .

دائما عندما نلبس القبعة البيضاء تكون تساؤلاتها كالتالي:
• ما هي المعلومات والمعطيات التي لدينا حول هذا الموضوع؟
• ما هي المعلومات الناقصة التي نحتاجها؟
• ما هي المعلومات الناقصة الأخرى حول هذا الموضوع؟
• كيف ومتى وأين سوف نحصل على بقية المعلومات؟
 

القبعة الحمراء وهي العاطفية:

 
تمثل التفكير المبني على العواطف والمشاعر الداخلية والحدس والتخمين. أي لا حاجة إلى تبرير الأفكار أو الاستدلال عليها أي أنها تعطي مساحة للعواطف والمشاعر حتى ترى الأمور بوضوح أكثر. وينصح بعدم لبس هذه القبعة لفترة طويلة.

عندما نلبس القبعة الحمراء تكون تساؤلاتها كالتالي:
• ما الذي أعجبك في هذه الفكرة أو الموضوع؟
• ما شعورك في هذه الفكرة أو الموضوع؟
• ما الذي لم يعجبك في هذه الفكرة او الموضوع؟
 

القبعة السوداء وهي السلبية لكن لها حلول:
 
 
هي نوع من أنواع التفكير الناقد المنطقي تهتم بدراسة المخاطر والنقص والمشاكل المستقبلية وحلولها وهي مهمة جدا في إقامة المشاريع التجارية والأنشطة المستقبلية. وينصح بعدم استخدام هذه القبعة بكثرة.

مثال على القبعة السوداء, أي المشاكل وحلولها, هو الطب الوقائي دائماً يتوقع وقوع الأمراض (المشاكل) لكن دائماً يقوم بالتطعيمات والتحصينات الواقية اللازمة (الحلول).

عندما نلبس القبعة السوداء تكون تساؤلاتها كالتالي:
• هل هذه الفكرة قابلة للتطبيق؟
• هل هذا حقيقي وصحيح؟
• هل هذا مناسب لنا؟
• ماذا عن المشكلات أو المخاطر أو المحاذير؟
• ما هي نقاط الضعف؟
 

القبعة الصفراء وهي الايجابية:
 

 
هي نوع من أنواع التفكير المنطقي تهتم بدراسة الفوائد (المرئية والكامنة) والأرباح المستقبلية, تدفع إلى سرعة تطبيق القرارات.

القبعة الصفراء تكون تساؤلاتها كالتالي:
• ما هي الفوائد؟
• ما هي الايجابيات؟
• ما الذي سوف نجنيه؟
 

القبعة الخضراء وهي المبدعة:
 

وتمثل التفكير الإبداعي أي النظر للأفكار والاحتمالات الجديدة وتعدل الأفكار والأخطاء أي البحث عن زوايا جديدة لرؤية الموضوع بصورة جديدة وهو لون الأشجار والنبتة الجديدة كالفكرة الجديدة.

القبعة الخضراء تكون تساؤلاتها كالتالي:
• ما هو الجديد بالفكرة.
• ماذا لو؟
• كيف نصحح الأخطاء؟
• كيف نجدد ونطور؟


القبعة الزرقاء وهي الشمولية:
 
وهي التفكير الشمولي, التفكير في التفكير, وهي أعلى مراتب التفكير وهي تستخدم للتحكم في عمل وظائف القبعات الخمس الأخرى وترتيبها وزمنها وهي تهتم بالخطوة التالية والملخص العام وأهم الاستنتاجات والقرارات أي تجسد دور المنسق العام أو المنظم أو المدير أو المايسترو.

القبعة الزرقاء تكون تساؤلاتها كالتالي:
• أين نحن الآن؟ وما هي الخطوة القادمة؟
• ماذا عن ترتيب استخدام القبعات؟
• ماذا عن الوقت المخصص لكل قبعة؟
• ماذا عن طريقة تفكيرنا؟ وهل نجرب تغيرها؟
• ما هي المخرجات أو النتائج أو ما هو الوضع الراهن؟
 
يجب الإشارة بان هذا التفكير وهذه التقنية يمكن استخدامها في كل مكان, بالبيت وبين افراد الاسرة الواحدة, في المدرسة بين الطلاب لاتخاذ القرار السليم وفي أماكن العمل الصغيرة والكبيرة بدون إستثناء.
 

ملاحظة: كما ذكرت وأذكر دائماً, بأن هدفي من الموقع ومن الكتابة هي تزويدكم بالمعلومات, هناك من يوافق وهناك من يعارض على كتاباتي وهذا منطقي جداً. ومن منطلق حرية التعبير عن الرأي وإحترام الرأي الآخر أدعوكم للكتابة والنقاش البناء للمساهمة في بناء مجتمع مثقف وحضاري.
 
 

لكل موضوع فائدة... ومع كل فائدة متعة...

 

وفي النهاية أتمنى لكم ولجميع أفراد عائلاتكم الصحة والعافية.

الأخصائي إميل سمعان

 
زورونا في المركز وستشعرون بالتغيير
 

+ הוסף תגובה חדשה
תגובות:
Loading בטעינה...