أنواع الشخصية ومميزاتها
أعدها ونقلها: إميل سمعان
في مقالتي السابقة بعنوان "الشخصية, أنواعها والتعامل معها" كنت قد شرحت عن أنواع الشخصية وكيف يمكن لنا التعامل معها بشكل عام وخاص.
وفي هذه المقالة أحاول شرح نوعيات الشخصية الأخرى ومميزاتها النفسية, وبهذا نكون قد قمنا وجمعنا بين جميع أنواع الشخصية.
كما يعلم الجميع, تلعب الوراثة والبيئة دوراً مهما في تكوين سمات شخصية الفرد فالنشأة الاجتماعية والطريقة المستعملة في تربية الفرد سواء في الأسرة أو المدرسة أو المجتمع ككل إضافة للإعلام الذي يشحن أفكار الفرد بشتى الأمور, جميع تلك المؤثرات تتعاون على صقل تلك الشخصية, لهذا تجد تنوع الشخصيات وتباينها في المجتمع الواحد منها الشخصية الشكاكة والعدوانية والانطوائية والنرجسية والاتكالية والهستيرية.. الخ من شخصيات وبضمنها الشخصية الحدية أو المزاجية التي نحن في صددها.
الشخصية الإنطوائية:
وهو شخص مُنعزل ويعزل نفسه بإرادته عن البشر وهو عاجز تماماً عن التأقلم والتكيف مع الواقع المحيط به وعاجز كذلك عن إقامة علاقات سوية مع الآخرين. فهو يعيش في عالمه الخاص واهتمامه كله مركز حول ذاته. فهو لا يعنيه الآخرون في شيء ولا يهتم بهم أبداً لأنه مُنشغل بنفسه فقط ويقول علماء النفس أن هذا النمط من الشخصية ليس مرضاً وأن الشخص الانطوائي قد ينجح في مجالات عديدة خاصة تلك المجالات التي تتطلب الهدوء والانعزال وفراغ الذهن.
الشخصية القهرية:
هذا الشخص غير قادر على نقل مشاعره وأحاسيسه للآخرين أو التعبير عنها, يبدو جامداً وقوياً ومتحفظاً وهذا لا يعنى أنه شخص بلا مشاعر ولكنه فقط يعجز عن التعبير عن مشاعره وإذا عبر هذا الشخص عن مشاعره فإن ذلك يكون بشكل محدود ومتحفظ جداً. لهذا يفهم الآخرون الأمر على أنه تكبر وغرور وهذا غير صحيح بالطبع. لذلك فهو شخص قليل الأصدقاء وهو أيضا شخص دقيق لا يحب الفوضى ويحب الالتزام الصارم بالقوانين والأنظمة.
لذلك هو عادةً شخص متدين لأن الدين يحتوى على أنظمة ثابتة راسخة وهذا يوافق مزاجه تماماً وهو شخص يقدس العمل ويتفانى فيه وهو لا يجامل أحد في الحق لكن المشكلة أنه يعجز أحياناً عن اتخاذ القرارات وهو شخص لا يثق في أحد بسهولة وأيضاً لا يسحب ثقته من أحد بسهولة وهو شخص صريح جداً وصراحته هذه تسبب له الكثير من المشاكل لأنه لا يُجيد تنميق العبارات ولذلك صراحته تكون جارحة أحياناً.
يقول علماء النفس أن أصحاب هذا النوع من الشخصية عادةً يعانون من القلق والتوتر ويعانون من بعض الأمراض العضوية مثل الصداع النصفي والقولون العصبي وآلام المعدة.
الشخصية السيكوباتية:
يقول علماء النفس عن هذا الشخص إنه الشر على الأرض وهو الشيطان في صورة إنسان وهو التجسيد الحي لكل القيم والمعاني الهابطة والسيئة وهو راعى الظلم وحامى الرذيلة ومهندس الخيانة. هو شخص قد يكون سمح الوجه وجميل الهيئة لكنه لا قلب له ولا مشاعر ولا عواطف ولا تقوده إلا شهواته وأطماعه وهو لا يتنازل من أجل أحد ولا يضحى من أجل أحد.
يقول علماء النفس أن أعراض الشخصية السيكوباتية تظهر عادة قبل سن الخامسة عشرة وتظهر معالمها بوضوح فى فترة المراهقة وهناك بعض العلامات التى تدل عليها فى هذه السن:
مثل الكذب وكثرة التغيب عن المدرسة والسرقة من المنزل والميل نحو العنف. الشخص السيكوباتى شخص مستهتر وغير أمين في أداء عمله ولا تهمه مصلحة العمل أو مصلحة الناس وسلوكه يتسم بالاندفاع والتهور وهو لا يتعلم أبدا من أخطائه. هو شخص لا يفي بوعوده أبداً لذلك لا يمكن تصديقه أو الوثوق به أبداً, وهو شخص عدوانى يميل إلى التشاجر مع الآخرين, يتلذذ بإيذاء الآخرين وهو شخص مُتبلد وجدانياً و سريع الملل والضجر.
الشخصية الإضطهادية (البارانويد):
هو شخص يشك في كل الناس و يتوقع منهم الأذى, عنده شعور دائم بالاضطهاد لذلك فهو ضد كل الناس ويضمر لهم الكراهية وعدم الارتياح ومن السهل جداً أن يتحول إلى شخص عدواني إذا أتيحت له الفرصة. لا يراعى مشاعر الآخرين ينتقدهم بشكل لاذع وجارح بينما هو لا يتقبل أي نقد أو توجيه من أحد. لذلك فهو شخص قليل الأصدقاء وهذه العزلة تزيد من عدوانيته وشعوره بالاضطهاد. كما أن علاقته بزوجته مضطربة بسبب سوء ظنه وغيرته الشديد. حياته الزوجية يسودها البرود, الحوار والنقاش مع هذا الشخص صعب جداً فهو لا يتقبل كلام الآخرين بسهولة لأنه دائما يتوقع الغدر والخيانة والأذى من الآخرين. هو شخص بلا عواطف أو عواطفه محدودة وباردة, شخص يفتقد لروح الدعابة والمرح, قليل الضحك ولا يبتسم إلا قليلاً. لا يهتم بأحد ولا يتألم من أجل أحد, هو شخص متصلب لا يتنازل ولا يقبل الحلول الوسط. لا يحب التقرب من الآخرين أو التودد إليهم لذلك فهو يحاول الاعتماد على نفسه بشكل كامل حتى لا يحتاج إلى الآخري. فهو شخص متمركز حول ذاته, شخص معدوم الإحساس بالقيم الجمالية ولا يتذوق أبداً"الجمال ولا للفنون الإبداعية لأنه إنسان ميت الوجدان أصلاً.
يقول علماء النفس أن هذه النمط من الشخصية منتشر بين المتعصبين والمتطرفين بين المطلقين والمطلقات ويجب التعامل مع هذا الشخص بهدوء وحذر ويجب تجنب المواجهة العدائية معه لأنها معركة خاسرة لأن هذا الشخص لا يتورع عن استخدام أقصى درجات العنف ضد معارضيه.
الشخصية الهستيرية:
هو شخص متقلب ولا يبالى بالآخرين ويشبه السيكوباتي في أمور كثيرة, شخص أناني لأبعد الحدود وإذا أعطى فإنه يمن على الأخرين بعطائه, شخص بخيل ولديه رغبة فى الاستحواذ على كل شيء وهو شخص كذاب وشرير إلى حد بعيد ولا يبالى بإلحاق الضرر والأذى بالآخرين. حاد المزاج والطباع وسريع الغضب والانفعال لأتفه الأسباب. هذا الشخص قد يتعرض لأعراض مرضية عضوية مثل الفقدان المؤقت للذاكرة أو الفقدان المؤقت لأحد الحواس كالسمع أو البصر أو الشلل المؤقت ولكن تلك الأعراض سرعان ما تزول.
يقول علماء النفس أن الشخصية الهستيرية شيء مختلف عن مرض الهستيريا وهو مرض من اختصاص الطبيب النفسي.
الشخصية النرجسية:
هو الشخص المغرور المتكبر المتعالي على خلق الله وهو شديد الإعجاب بنفسه وشديد الاحتقار للآخرين. فهو لا يرى إلا نفسه ولا يسمع إلا صوته و يعشق ذاته بجنون. يستغل الآخرين لخدمة مصالحه الخاصة ثم ينكر جهودهم وفضلهم عليه في النهاية. هو شخص يبالغ في الأناقة والاهتمام بمظهره ولا يهتم أبداً بالآخرين وليست لديه أي مشاعر نحوهم. هو شخص يتسم بالسطحية الشديدة, فهو قشرة خارجية جميلة لكنه فارغ من الداخل وعلاقته بالناس قائمة على الانتهازية الاستغلال والأنانية وهذا الشخص مُعرض لنوبات من الاكتئاب إذا تعرض لأي فشل وهو شخص معدوم أو قليل الأصدقاء بشكل عام.
الشخصية شبه الفصامية:
هو شخص غريب وغير طبيعي وتصدر عنه أفعال وتصرفات غريبة, فهو شخص قريب من مرض الفصام ولكن الأعراض عنده غير شديدة مثل مرض الفصام فهو ليس مريض لكنه شخص في غاية الغرابة فهو شخص لديه إيمان مُطلق بالأشياء الخرافية ويتفاءل ويتشاءم من أشياء غريبة ولديه حساسية مُفرطة تجاه الآخرين ويشعر دائماً أنه مُراقب منهم. هو شخص مُنفصل عن الواقع بشكل كبير وعندما يتكلم يكون حديثه غريب وغامض ويسيطر عليه الشك وسوء الظن تجاه الآخرين. قليل الأصدقاء ودائرة علاقاته الاجتماعية ضيقة جداً. فهو يعيش في عزلة بعيداً عن الناس وهو شخص لديه حساسية عالية تجاه النقد ولذلك فهو يخشى المواجهة التي قد يتعرض فيها للنقد أو التوجيه أو المحاسبة. ويقول علماء النفس أن هذا الشخص مُعرض أيضا لنوبات من القلق والاكتئاب والتوتر.
الشخصية الحدية:
هو شخص يقف على الحدود الفاصلة بين الصحة والمرض فهو ليس مريض وليس سوى. هو مريض أحياناً و سوى أحياناً أخرى, وكما قال علماء النفس: هو المريض السوي والسوي المريض وعلاقته بالآخرين تتسم بالتقلب والتذبذب. فهو يتأرجح بين الصحة والمرض. هو شخص مندفع ومتهور ولا يحسب عواقب الأمور وكل ذلك يسبب له أضرار كبيرة في النهاية. هو حاد المزاج وحاد في انفعاله وغضبه ومزاجه غير ثابت وعواطفه غير مُستقرة أبداً, لا يحب الوحدة أبداً ولا يطيقها وهو دائم الشك والحيرة في القيم التي يؤمن بها.
الشخصية المتحاشية:
هو شخص يتحاشى العلاقات الاجتماعية ويتهرب منها ويتهرب من مواجهة الناس والاختلاط بهم لأن لديه حساسية عالية تجاه النقد ولذلك فهو يخشى عدم الترحيب والقبول من الناس رغم أنه يتمنى الاندماج معهم والاختلاط بهم و لكنه يخشى الرفض والتجريح والإهانة وهو عكس الشخص الانطوائي. لأن الانطوائي يبتعد عن الناس برغبته ويجد في ذلك راحة له. أما هذا النوع فلديه احتياج كبير للحب والقبول من الآخرين وهو يعيش في عزلة فرضها هو على نفسه.
يقول علماء النفس: إن هذا الشخص هو مثل من يملك ساقين لكنه لا يمشى بهم خشية الوقوع, فالمشكلة في ذاته هو وليست في الناس.
الشخصية الاعتمادية:
هو شخص عاجز عن اتخاذ أي قرار ويجعل أمره دائماً في يد غيره, لا يستطيع تحمل المسؤولية ويعتمد على غيره في كل شيء. فإذا كان متزوج فهو يترك لزوجته اتخاذ القرار في كل شيء, فهي وحدها التي تقرر وتتحمل عنه كل الأعباء مثل رعاية شؤون الأسرة وتربية الأولاد. هو شخص فاقد للثقة في نفسه ولا يستطيع أبداً أن يفكر أو يعمل بشكل مستقل, يوافق على آراء الآخرين حتى لو كانت خاطئة خشية أن يرفضوه أو يتخلوا عنه وهو لا يبادر أبداً بفعل شيء و لا يطرح أبداً فكرة جديدة. لا يطيق الوحدة وكذلك هو مُعرض لنوبات من القلق والاكتئاب.
الشخصية السلبية والعدوانية:
هو شخص لديه ميول عدوانية كامنة ولا يستطيع تحقيق أي نجاح في حياته سواء على مستوى العمل أو على مستوى العلاقات الاجتماعية. هو شخص يحب تخريب أي نجاح وتعطيل أي عمل ويفعل أي شيء ليعوق الآخرين عن التقدم. لا يلتزم بأي تعليمات أو توجيهات أو نصائح و هو دائم الاعتراض على السلطة ودائم النقد لرؤسائه.
الشخصية الانهزامية:
هو شخص كأنه يتلذذ بالمهانة والهزيمة فهو يستدرج الآخرين لكي يسيئوا إليه أو يتهربوا منه أو يقاطعوه ثم بعد ذلك يشكو من قسوة الناس وعدم احترامهم له. شخص يفسد كل علاقة طيبة ويقضي على كل إحساس جميل وهو عديم الثقة بنفسه ويضغط على الآخرين باستمرار ليختبر مدى صبرهم وتحملهم له.
الشخصية الوسواسية:
وهو شخص يهتم بالترتيب والنظام على حساب الجودة ويقضي في ترتيب أموره المكتبية والمنزلية وقتاً طويلاً يهتم بالتفاصيل الدقيقة وربما على حساب الجودة العامة. فهو يبحث عن المثالية التي ربما تتعارض مع إتمام المهام وهو متفاني في العمل على حساب العلاقات الاجتماعية. فحياته هي عمله وهو يؤدي كل شيء بنفسه وهو صلب ومتعنت خاصة فيما يتعلق بالمثاليات ويحرص على عدم التبذير ولذلك فهو مُدبر جداً.
أعراض الشخصية الوسواسية تظهر منذ الصغر وتبدو بوضوح بعد سن الثامنة عشر.
الشخصية الاكتئابية:
هو شخص يقضى معظم حياته في حالة من الحزن غير المعيق لتأدية أعماله, لكن الحزن سمة بارزة له بالإضافة إلى تأنيب الضمير شبه المستمر والإحساس بقلة الحيلة في الحياة والنظرة السوداء للأمور. قد يكون الشخص طبيعي جداً ثم يتحول إلى شخصية اكتئابية بعد التعرض لحادث مثلاً أو بعد التعرض لصدمة كبيرة في حياته مما يجعل حياته تتغير بشكل جذري ويصبح الحزن هو سيد الموقف وهو عنوان حياته.
الشخصية الانبساطية:
هو شخص يثق بالناس ويثق بنفسه وهو يتخذ القرارات بسرعة. طيب القلب ومقبول من الآخرين. غير مُنظّم ولا يحافظ على المواعيد وحسن المعاملة, كثير المرح ولا يحب الكلام عن العمل ويحب سماع الإطراء من الآخرين.
الشخصية الإيجابية:
هو شخص يتميز بمواقفه الإيجابية وهو شخص ذكى ومتحمس ومُفاوض بارع ويتخذ قراراته بعقلانية شديدة و يصغى للآخرين جيداً وإذا اعترض فإنه يعترض بأسلوب مهذب ومقبول, شخص هاديء وبشوش ويرى نفسه بخير والآخرون بخير.
الشخصية السُفسطائية:
وهو شخص كثير الجدل ويتكلم من أجل الكلام فقط ولا يهمه الوصول إلى نتيجة من الحوار, عادة يعانى هذا الشخص من الوحدة ومن بعض المشاكل الاجتماعية وأيضا مُعرض لحدوث نوبات من الاكتئاب النفسي.
الشخصية المتزنة:
هو شخص لديه صفات متوازنة يقبلها المجتمع ويتقبلها الآخرون.
ملاحظة: كما ذكرت وأذكر دائماً, بأن هدفي من الموقع ومن الكتابة هي تزويدكم بالمعلومات, هناك من يوافق وهناك من يعارض على كتاباتي وهذا منطقي جداً. ومن منطلق حرية التعبير عن الرأي وإحترام الرأي الآخر أدعوكم للكتابة والنقاش البناء للمساهمة في بناء مجتمع مثقف وحضاري.
وفي النهاية أتمنى لكم ولجميع أفراد عائلاتكم الصحة والعافية.
الأخصائي إميل سمعان
زورونا في المركز وستشعرون في التغيير
|
+- הוסף תגובה חדשה | | תגובות:
| בטעינה... |
|
|
|