الثقة تكتسب وتتطور ولم تولد الثقة مع الإنسان حين يولد, فهؤلاء الأشخاص الذين تعرف أنت أنهم مشحونون بالثقة ويسيطرون على قلقهم, ولا يجدون صعوبات في التعامل والتأقلم في أي زمان أو مكان هم أناس إكتسبوا ثقتهم بأنفسهم.. إكتسبوا كل ذرة فيها.
إنعدام الثقة في النفس:
ماذا تعني كلمة نقص أو إنعدام الثقة في النفس؟؟ إننا غالباً ما نردد هذه الكلمة أو نسمع الأشخاص المحيطين بنا يرددون بأنهم يفتقرون إلى الثقة بالنفس.
معوقات تنمية الشخصية وأكتشاف قدراتها:
المعوقات التي تقابل الفرد أثناء محاولته لتغيير شخصيته وأفكاره السلبية تتلخص فيما يلي:
- عدم وجود أهداف أو خطط.
- التكاسل والتأجيل, وهذا أشد معوقات تنظيم الوقت, فتجنبه!!
- عدم إكمال الأعمال, أو عدم الإستمرار في التنظيم نتيجة الكسل أو التفكير السلبي تجاه التنظيم.
- سوء الفهم للغير وتوقع ردود فعل سلبية من الآخرين.
- عدم الرغبة في التغيير أساساً.
- سرعة اليأس من المحاولة.
إن عدم الثقة بالنفس سلسلة مرتبطة ببعضها البعض تبدأ:
أولاً: بإنعدام الثقة بالنفس.
ثانياً: الإعتقاد بأن الآخرين يرون ضعفك وسلبياتك... وهو ما يؤدي إلى:
ثالثاً: القلق بفعل هذا الإحساس والتفاعل معه بأن يصدر عنك سلوك وتصرف سيئ أو ضعيف, وفي العادة لا يمت إلى شخصيتك وأسلوبك, وهذا يؤدي إلى:
رابعاً: الإحساس بالخجل من نفسك. وهذا الإحساس يقودك مرة أخرى إلى نقطة البداية.. وهي إنعدام الثقة بالنفس, وهكذا تدمر حياتك بفعل هذا الإحساس السلبي اتجاه نفسك وقدراتك. لكن هل قررت عزيزي القارئ التوقف عن جلد نفسك بتلك الأفكار السلبية, والتي تعتبر بمثابة موت بطيء لطاقاتك ودوافعك؟ إذا إتخذت ذلك القرار بالتوقف عن إذاء نفسك وتدميرها, إبدأ بالخطوة الأولى:
تحديد مصدر المشكلة:
أين يكمن مصدر هذا الإحساس؟؟ هل ذلك بسبب تعرضي لحادثة وأنا صغير كالإحراج أو الإستهزاء بقدراتي ومقارنتي بالآخرين؟ هل السبب أنني فشلت في أداء شيء ما كالدراسة مثلاً؟ أو أن أحد المدرسين أو رؤسائي في العمل قد وجّه لي إنتقاداً بشكل جارح أمام زملائي؟ هل للأقارب أو الأصدقاء دور في زيادة إحساسي بالألم؟ وهل ما زال هذا التأثير قائم حتى الآن؟؟
أسئلة كثيرة حاول أن تسأل نفسك وتتوصل إلى الحل. كن صريحاً مع نفسك ولا تحاول تحميل الآخرين أخطائك, وذلك لكي تصل إلى الجذور الحقيقية للمشكلة لتستطيع حلها, حاول ترتيب أفكارك, إستخدم ورقة وقلم وأكتب كل الأشياء التي تعتقد أنها ساهمت في خلق مشكلة عدم الثقة لديك, تعرف على الأسباب الرئيسية والفرعية التي أدت إلى تفاقم المشكلة.
البحث عن حل:
بعد أن توصلت إلى مصدر المشكلة إبدأ في البحث عن حل. بمجرد تحديدك للمشكلة تبدأ الحلول قي الظهور. إجلس في مكان هاديء وتحاور مع نفسك, حاول ترتيب أفكارك. وتساءل ما الذي يجعلني أسيطر على مخاوفي وأستعيد ثقتي بنفسي؟؟؟
إذا كان الأقارب أو الأصدقاء مثلاً طرفاً أو عامل رئيسي في فقدانك لثقتك..حاول أن توقف إحساسك بالإضطهاد ليس لأنه توقف بل لأنه لا يفيدك في الوقت الحاضر بل لأنه يساهم في هدم ثقتك ويوقف قدرتك للمبادرة بالتخلص من عدم الثقة.
أقنع نفسك وردد:
من حقي أن أحصل على ثقة عالية بنفسي وبقدراتي.
من حقي أن أتخلص من هذا الجانب السلبي في حياتي.
ثقتك بنفسك تكمن في إعتقاداتك:
في البداية إحرص على ألا تتفوه بكلمات يمكن أن تدمر ثقتك بنفسك. فالثقة بالنفس فكرة تولدها في دماغك وتتجاوب معها, أي أنك تخلق الفكرة سلبية كانت أم إيجابية وتغيرها وتشكلها وتسيرها حسب إعتقاداتك عن نفسك. لذلك تبنّى عبارات وأفكار تشحنك بالثقة وحاول زرعها في دماغك.
أنظر إلى نفسك كشخص ناجح وواثق وإستمع إلى حديث نفسك جيداً وإحذف الكلمات المحملة بالإحباط, إن إرتفاع روحك المعنوية مسئوليتك وحدك, لذلك حاول دائماً إسعاد نفسك .إعتبر الماضي بكل إحباطاته قد إنتهى وأنت قادر على المسامحة. إغفر لأهلك, لأقاربك, لأصدقائك, إغفر لكل من أساء إليك لأنك لست مسؤولاً عن جهلهم وضعفهم الإنساني.
إبتعد كل البعد عن المقارنة, أي لا تسمح لنفسك ولو من قبيل الحديث فقط أن تقارن نفسك بالآخرين. حتى لا تكسر ثقتك بقدرتك وتذكر إنه لا يوجد إنسان عبقري في كل شيء. فقط ركّز على إبداعاتك وأبرز ما تعرفه وحاول تطوير هوايات الشخصية. وكنتيجة لذلك حاول أن تكون ما تريده أنت ولا تكن ما يريده الآخرون. ومن المهم جداً أن تقرأ عن الأشخاص الآخرين وكيف قادتهم قوة عزائمهم إلى أن يحصلوا على ما أرادوا. إختار مثل أعلى لك وأدرس حياته وأسلوبه في الحياة.
تدريب عملي:
إذا كنت لا تستطيع التواصل مع الآخرين وتجد صعوبات في العمل ضمن فريق مكون من عدة أشخاص, فهذه هي أهم النقاط التي يجب عليك معرفتها ومراعاتها عند العمل مع الفريق, وفي حالة ما إذا عرفتها وتدربت عليها سوف تكسب حب زملائك وثقتك بنفسك:
- حسن الإستماع والإصغاء لوجهة نظر الآخرين.
- فهم الخلفية النفسية والثقافية لأفراد المجموعة التي يتم التعاون معها.
-الحرص على إستشارة أفراد المجموعة في كل جزئية في العمل المشترك.
- الإعتراف بالخطأ ومحاولة التعلم منه.
- عدم إفشاء الأسرار في العمل أو التحدث عن أشياء ليست من إختصاصك.
- المبادرة لتصحيح أي خطأ يصدر من أفراد الفريق.
- تحمل ما يحدث من تجاوزات وإساءات من الأفراد.
بنك الذاكرة:
يقودنا النقص الزائد في الثقة بالنفس مباشرة إلى ذاكرة غير منتظمة فالعقل يشبه البنك كثيراً. إنك تودِع يومياً أفكاراً جديدة في بنكك العقلي وتنمو هذه الودائع وتكوِن ذاكرت حين تواجه مشكلة أو تحاول حل مشكلة ما, فإنك في الواقع الأمر تسأل بنك ذاكرتك: ما الذي أعرفه عن هذه القضية؟؟ ويزودك بنك ذاكرتك أوتوماتيكياً بمعلومات متفرقة تتصل بالموقف المطلوب. بالتالي مخزون ذاكرتك هو المادة الخام لأفكارك الجديدة .أي أنك عندما تواجه موقفاً صعباً فكّر بالنجاح ولا تفكر بالفشل, إستدعي الأفكار الإيجابية والمواقف التي حققت فيها نجاحاً من قبل. لا تقل: قد أفشل كما فشلت في الموقف الفلاني... نعم أنا سأفشل.. بذلك تتسلل الأفكار السلبية إلى بنكك وتصبح جزءً من المادة الخام لأفكارك.
حين تدخل في منافسة مع آخر, قل: أنا كٌفء لأكون الأفضل, ولا تقل لست مؤهلاً, إجعل فكرة سأنجح هي الفكرة الرئيسية السائدة في عملية تفكيرك. لذلك إحرص على إيداع الأفكار الإيجابية فقط في بنك ذاكرتك ولا تسمح لأفكارك السلبية أن تتخذ مكاناً في بنك ذاكرتك.
عوامل تزيد ثقتك بنفسك:
- عندما نضع أهداف وننفذها تزيد ثقتنا بنفسنا مهما كانت هذه الأهداف, سواء كانت على المستوى الشخصي أو على الصعيد العملي, مهما كانت صغيره تلك الأهداف.
- إقبل تحمل المسؤولية, فهي تجعلك تشعرك بأهميتك. تقدم ولا تخف. إقهر الخوف في كل مرة يظهر فيها. إفعل ما تخشاه يختفي الخوف. كن إنسانا نشيطاً. إشغل نفسك بأشياء مختلفة. إستخدم العمل لمعالجة خوفك فتكتسب ثقة أكبر.
- حدّث نفسك حديثاً إيجابياً في صباح كل يوم وإبدأ يومك بتفاؤل وإبتسامة جميلة, وإسأل نفسك ما الذي يمكنني عمله اليوم لأكون أكثر قيمة؟ تكلّم, فالكلام فيتامين بناء الثقة, ولكن تمرن على الكلام أولاً.
- حاول المشاركة بالمناقشات وإهتم بتثقيف نفسك من خلال القراءة في كل المجالات. كلما شاركت في النقاش تضيف إلى ثقتك وكلما تحدثت أكثر, يسهل عليك التحدث في المرة التالية ولكن لا تنسى مراعاة أساليب الحوار الهادئ والمثمر.
- إشغل نفسك بمساعدة الآخرين وتذكر أن كل شخص آخر, هو إنسان مثلك تماماً يمتلك نفس قدراتك, ربما أقل ولكن هو يحسن عرض نفسه وهو يثق في قدراته أكثر منك.
- إهتم في مظهرك ولا تهمله. ويبقى المظهر هو أول ما يقع عليه نظر الآخرين.
المقالة منقولة للإستفادة....
ملاحظة:كما ذكرت وأذكر دائماً, بأن هدفي من الموقع ومن الكتابة هي تزويدكم بالمعلومات, هناك من يوافق وهناك من يعارض على كتاباتي وهذا منطقي جداً. ومن منطلق حرية التعبير عن الرأي وإحترام الرأي الآخر أدعوكم للكتابة والنقاش البناء للمساهمة في بناء مجتمع مثقف وحضاري.
لكل موضوع فائدة..... ومع كل فائدة متعة.....
وفي النهاية أتمنى لكم ولجميع أفراد عائلاتكم الصحة والعافية.
مركز العلاج البديل هو الأول والوحيد في المجتمع العربي في البلاد...
نقدم من خلاله العلاج الفردي والجماعي.. ننظم دورات مهنية في الداخل وبدول عربية مختلفة...
لا تترددوا بالإتصال معنا على الهاتف
محلي: 0503133766 دولي: 00972503133766
أو على البريد الإلكتروني في أسفل الصفحة. بالنجاح للجميع...