الفراسة ولغة الجسد
قال العرب قديماً "رب إشارة أبلغ من عبارة" والتعبير قد يكون بالعيون, وقد يكون باليدين, وقد يكون بقسمات الوجه, أو بحركات الكتفين أو الرجلين أو الرأس بل وقد يكون التعبير عن حالتك النفسيه من خلال لباسك.
يقول الشاعر:
العين تبدي الذي في قلب صاحبها من الشـــنــاءة أو حـب إذا كـانـا
إن البغيـــض لـه عـيــن يصدقـها لا يسـتطيع لما في القلب كتمانـا
فالعيـن تنطق والأفـــواه صامته حتى ترى من صميم القلب تبيانـا
نعم, إن العيون وسيله بليغة للتعبير عما في الداخل أي ما في النفوس والقلوب ونقله للخارج .فهناك النظرات القلقة المضطربة وغيرها المستغيثة المهزومة المستسلمة, وأخرى حاقدة ثائرة, وأخرى ساخرة, وأخرى مصممة, وأخرى سارحة لا مبالية, وأخرى مستفهمة وأخرى محبة...., وهكذا تتعدد النظرات المعبرة كيف تفهم ما في نفوس الأخرين من خلال نظرات عيونهم؟
النظر أثناء الكلام إلى جهة الأعلى لليسـار يعني أن الإنسان يعبّر عن صور داخلية في الذاكرة. يتكلم وعيناه تزيغان لجهة اليمين للأعلى فهو ينشيء صوراً داخلية ويركبها ولم يسبق له أن رآها. عيناه تتجهان لجهة اليسار مباشرة فهو يستذكر كلاماً سبق وأن سمعه. نظره لجهة اليمين مباشره فهو ينشيء كلاماً لم يسبق أن سمعه, نظره لجهة اليمين للأسفل فهو يتحدث عن إحساس داخلي و مشاعر داخليه. نظره لجهة اليسار من الأسفل فهو يستمع إلى نفسه ويحدثها في داخله.هذا في حالة الانسان العادي, أما الانسان الأعسر فهو عكس ذلك تماماً.
التعبير الأمثل بالعيـون:
إذا أردت إيصال مرادك بعينك فإحرص على الأمور الآتية:
أن تكون عيناك مرتاحتين أثناء الكلام مما يشعر الآخر بالإطمئنان إليك والثقة في سلامة موقفك وصحة أفكارك. تحدث إليه ورأسك مرتفع إلى الأعلى, لأن طأطأة الرأس أثناء الحديث يشعر بالهزيمة والضعف والخور. فلا تنظر بعيداً عن المتحدث أو تثبت نظرك في السماء أو الأرض أثناء الحديث, لأن ذلك يشعر باللامبالاة بمن تتحدث معه أو بعدم الإهتمام بالموضوع الذي تتحدث فيه.
لا تطيل التحديق بشكل محرج في من تتحدث معه. إحذر من كثرة الرمش بعينيك أثناء الحديث, لأن هذا يشعر بالقلق والإضطراب .
إبتعد عن لبس النظارات القاتمة أثناء الحديث مع غيرك, لأن ذلك يعيق بناء الثقة بينك وبينه.
إحذر من النظرات الساخرة الباهتة إلى من يتحدث إليك أو تتحدث معه, لأن ذلك ينسف جسور التفاهم والثقة بينك وبينه, ولا يشجعه على الإستمرار في التواصل معك, ورب نظرة أورثت حسرة.
والآن أصبح بإمكانك فهم وإستيعاب من يتحدث معك من خلال عيونه وتعبيراتها ومع الخبرة والتمكن في ذلك تستطيع معرفة إن كان المتحدث صادقاً او في حالة تخيل وتوهم أو حتى كاذباً ويخفى الحقيقة من خلال تتبع إتجاهات نظره أثناء الحديث كما ذُكر سابقاً إن كان لليمين او لليسار الأعلى او الأسفل. ويمكنك تجربة ذلك في نفسك أولاً.. وستدهش من النتيجة, جرب أن تخالف ما قرأت بأن تتجه بنظرك لجهة الأعلى لليسار لتنشيء صورة داخلية وتركبها ولم يسبق لك أن رأيتها... ستلاحظ أنك لن تستطيع فهذا الإتجاه من النظر للتعبير فقط عن الصور الداخلية المختزلة في الذاكرة ...
فن دراسة الشخصية من خلال الشكل الخارجي:
منذ القدم إستطاع العلماء أن يلاحظوا ويفترضوا وجود رابطة بين الشكل الخارجي للإنسان وبين شخصية هذا الانسان وطباعه. وإستطاع الأقدمون أن يشرحوا بطرقهم الخاصة كيف يمكن للوجه بقسماته وتعابيره وحركاته أن يعطينا فكرة عن خصائص الشخصية.. ومن هذه الآراء:
1 - نستطيع أن نعرف الناس وأفعالهم من طريق تحديد درجة شبههم بحيوان ما. فوجه أفلاطون مثلاً يشبه وجه كلب صيد. (أرسطو).
2 - إن العيون الكبيرة لا تقوم فقط بإضفاء الجمال على الوجه ولكنها تعكس وتميز ذكاء صاحبها. (هوميروس).
3 - إن الذي يحمل في وجهه أنفاً طويلاً لحمياً هو شخص محب للجمال. ولكنه يكون أقل ذكاء مما يعتقد (أي إنه مغرور). أما ذلك الذي يملك شعراً أسود فهو إنسان يعمل كل ما بوسعه لأنهاء العمل الذي بدأه. أما ذلك الذي يدور برأسه دون سبب أو مبرر فهو شخص متعثر, كذوب, لا يصلح لشيء, غدار وميال لفعل السوء. (الراهب البرت الكبير).
4 - إن أصحاب الجبهة الضيقة هم أناس مخادعون. وهكذا قام فوشيه (Fouché) (ذو الجبهة الضيقة) بخداع نابليون والتغرير به. (بوردون).
1 - دراسة الشكل العام للوجه:
ينقسم علم دراسة الصفات الوجه الى ثلاثة اقسام: 1) العلوي 2) الوسط 3) السفلي. وتتحدد شخصية إنسان ما من خلال هيمنة أحد هذه الاقسام. وهذه الهيمنة تحدد في رأي الباحثين إستعدادات الشخص وميوله النفسية.
الجبهة تعتبر مسؤولة عن العلاقات الإجتماعية والإنسانية المتميزة بالذكاء. عرض الجبهة هو إذاً دليل على الذكاء وعلى القدرات الذهنية والتفكيرية المتطورة وخاصة في الميدان العملي - التطبيقي. وبالطبع فإن شكل الجبهة العريضة يلعب دوراً مهماً في تحديد الشخصية. فالذوق هو السمة المميزة إذا كانت الجبهة العريضة مدورة, أما القدرة التخيلية للذكاء فهي التي تسيطر إذا ما إتسعت الجبهة في قسمها الأعلى.
أما حين يكون إتساع الجبهة العريضة في قسمها الأسفل فإن هذا يعني سيطرة القدرة التطبيقية للذكاء.
وجود الأخاديد والتجاعيد فيها يعكس ميل الشخص نحو التجريد, نحو البحث عن الأسباب وخلفياتها وأيضاً قدرة متفوقة على التحليل المنطقي.
أما إذا كانت الجبهة العريضة صافية وغير متموجة فهي تعكس ميل صاحبها لأحلام اليقظة وعجزه عن التكيف مع الحياة العملية.
أما إذا كانت الجبهة العريضة بشكل مربع منحرف مع الضلع الأكبر نحو الأعلى. فإن مثل هذه الجبهة تعكس قدرة صاحبها على الإبداع والخلق.
وأخيراً فإن الجبهة العريضة ممكن أن تكون على شكل قوس قوطي وهي في هذه الحالة تعكس سلبية وعقم أفكار صاحبها.
سيطرة القسم الأوسط تعكس قدرة وزخماً عاطفيين. فهذا الشكل يعكس شخصية ذات مزاج عاطفي متقدم مما يجعل من هذا الشخص ميّالاً للحياة الدافئة, العاطفية والهادئة. وهذا الشخص يتميز في الوقت ذاته بقدرة فائقة على المواجهة. وهذه الصفات جميعها تزداد تأكيداً في حالة وجود الأنف المتطاول والضخم.
أما إذا كان الأنف حاداً فهو في هذه الحالة يبرهن عن العنف والعصبية. والعكس صحيح, أي أن دقة وصغر القسم الأوسط للوجه يعكسان شخصية تمتاز بالبرودة العاطفية والإنغلاق الإجتماعي. وعندما يكون الأنف دقيقاً جداً فهو يعكس برودة أعمق وقدرة فائقة على التحكم في العواطف والإنفعالات. بحيث تهيمن البرودة على علاقات صاحب هذا الوجه.
الفم والفك الكبيرين:
مثل هذا الوجه يعكس حساسية وشهوانية وكذلك قدرة على التحمل وقدرة جسدية كبيرة. ولهذا الشخص إقبال زائد على النشاط والقدرة على التحكم في إنفعالاته. والعكس صحيح, فإن دقة القسم الأسفل للوجه تعكس السلبية والخمول. وخاصة إذا كان الفك دقيقاً. فهذه الدقة تعكس ضعفاً معيناً, تردداً وضعف إرادة كما تعكس الإفتقار للدبلوماسية في التعامل مع الآخرين.
أما بالنسبة للفم الصغير ذي الجوانب المتجهة نحو الأسفل على شكل 8 فإن مثل هذا الفم يعكس تعاسة صاحبه وميله نحو الإكتئاب.
قلة قليلة من الناس فقط يمتازون بهيمنة واضحة لأحد أقسام الوجه. ففي الغالب نجد أنفسنا أمام وجوه تقتسم السيطرة فيها بين قسمين على حساب القسم الثالث. وكثيراً ما يحدث أن تتوزع هذه السيطرة على الأقسام الثلاثة بنسب متفاوتة. ولهذه الأسباب رأينا أن نضيف إلى الأشكال الثلاثة الرئيسية الأشكال التالية:
1 - وجه تقتسم فيه السيطرة بين القسم العلوي (الجبهة) والقسم الأوسط (الفك الأعلى, الأنف والخدين). بحيث تكون نسبة السيطرة متساوية بين القسمين على حساب القسم الأسفل.
هذا الوجه يعكس شخصية متزنة. تتمتع بخصال حميدة متعددة. وهذه الشخصية هي في ذات الوقت شخصية فكر, ومبدأ ولكن كذلك فهي شخصية فعل وإنما نوع معين من الفعل. ذلك الفعل الخاضع للمنطق وللعقل. ومثل هذا الشخص يستطيع أن يضع قيد التنفيذ قدرته على الإبداع هذه القدرة المتوازية مع رغبته في تحقيق ذاته.
لهذا الشخص سلوكاً متشعباً في تفاصيله. إذ إن هذا الشخص ممكن أن يلعب ادواراً متعددة في آن معاً. فهو طلائعي, قائد, زعيم ورائد.
2 - الوجه الذي يمتاز بتناسق النسب بين أقسامه الثلاث ولكن مع تفاوت السيطرة. بحيث تقل هيمنة القسمين الأعلى والأوسط (دون أن يقل حجمهما). وهذا يحدث إجمالاً في الوجوه الصغيرة حيث نلاحظ التناسق بين الأقسام الثلاثة. كما نلاحظ فإن الجبهة, الأنف والخدين تمتاز بالدقة.
ومثل هذا الوجه يعكس شخصية متوازية لإنسان متواضع, جَلْدٍ ونشيط ولكن هذا الشخص يكون عادة عاجزاً عن القيام بالأعمال المميزة. فهو لا يستطيع ان يتسلم دور القيادة وإعطاء الأوامر بل هو ميال لأن يتلقاها وينفذها بأمان وبنشاط. كما نلاحظ لدى هذه الشخصية درجة معينة من السذاجة.
وهذه الصفات التي ذكرناها أعلاه لا تمنع بعض أصحاب هذا الوجه من الإرتقاء في الحياة وفي المناصب. وإعتماداً على الخداع الذي يجيدونه وخاصة في حال وجود من يشجعهم على هذا الخداع.
3 - الوجه الذي يمتاز بفتحات عريضة ومفتوحة (فم كبير + انف كبير). وصاحب هذا الوجه يكون منفتحاً, متحرراً, كريماً, مليئاً بالتعصب وكذلك فهو عاطفي. وهذه العاطفية قد تجعله يبدو متقلباً, كثير التنقل وصاحب نزوات.
4 - الوجه الذي يمتاز بالأنف والفم الدقيقين والمغلقين. وصاحب هذا الوجه يكون ميالاً للعزلة ولإخفاء عواطفه. ومثل هذا الشخص يجيد السيطرة على إنفعالاته إلا أنه قليل الثقة بالنفس, تنتابه أحياناً نوبات من الحشرية. ومثل هذا الشخص نتيجة لحشريته ولإخفائه لعواطفه ممكن أن يفاجئنا ويعرضنا لمواقف غير منتظرة. وخاصة عندما نكّون عنه فكرة خاطئة نتيجة إخفائه لعواطفه. ومفاجأة هذا الشخص ممكن أن تكون سارة) إذا ما أخفى الشخص طيبة) أو غير سارة إذا كان العكس. ولكنها مفاجأة في أية حال من الأحوال.
2 - دراسة قسمات الوجه:
إن دراسة الشكل العام للوجه بأقسامه الثلاثة لا تكفي وحدها لتكوين فكرة متكاملة عن الشخصية. وفي سبيل تكوين مثل هذه الفكرة يرى الباحثون وجوب دراسة قسمات الوجه وأجزائه كل على حدة (العينان، الحاجبان، الأنف، الخدان، الفكان والجبهة).
أ- الجبهة وأشكالها:
1 - الجبهة العريضة, الكبيرة والعالية: يمتاز صاحب هذه الجبهة بذكائه وقدراته الذهنية (التفكير, الفهم والحكم على الأشياء) وكذلك فإن هذه الجبهة تميز صاحبها بالحس العملي.
2 - الجبهة الضيقة - المنخفضة: يمتاز صاحب هذه الجبهة بذكائه وقدراته الذهنية (التفكير, الفهم والحكم على الأشياء) وكذلك فإن هذه الجبهة تميز صاحبها بالحس العملي.
3 - الجبهة ذات التجاعيد والأخاديد: ويمتاز صاحب هذه الجبهة بكونه صاحب هموم وطموحات. الأمر الذي يجعله مضطرباً وبحاجة دائمة للتركيز وهو مفكر بطبعه.
4 - الجبهة المقوسة: ويمتاز صاحب هذه الجبهة بسلبيته وميله لأحلام اليقظة. وهو يمتاز كذلك بطيب قلبه.
5 - الجبهة المربعة المنحرفة: وتعكس هذه الجبهة حيوية خيال صاحبها وقدرته على الخلق والإبداع.
6 - الجبهة المتشنجة: ويمتاز صاحب هذه الجبهة بإنسياقه وراء رغباته ونزواته. وكذلك فإن هذه الجبهة توحي بالبوهيمية.
7 - الجبهة المنتفخة في وسطها: وهذه الجبهة تعكس تركيز تفكير الشخص حول ذاته. الأمر الذي يميز هذا الشخص بالأنانية المتطورة وهذا الشخص يكون عادة وصولياً ومستعداً للقيام بأي شيء في سبيل تحقيق أهدافه وأنانيته.
ب- الحاجبان:
1 - الحاجبان الكثيفان: وهذان الحاجبان ينبئان بالحيوية الجنسية والقدرة على التحكم في الأشياء.
2 - الحاجبان الرقيقان: وهذان الحاجبان يعكسان ضعف القدرات الذهنية لصاحبهما.
3 - الحاجبان غير المتظمين وغير المرتبين: وهذان الحاجبان يعكسان نزق صاحبهما وعدم إنتظام إفكاره.
4 - الحاجبان المتقاربان مع وجود التجاعيد بينهما: ويعكس هذان الحاجبان تركيز صاحبهما, توتره, حيويته, إضطرابه النفسي وكذلك حزنه وتشاؤمه.
5 - الحاجبان المنحنيان نحو الخارج مع إنخفاض اأطرافهما الخارجية: وهذان الحاجبان يعكسان التعاسة, عدم الاطمئنان, والإنهيار وأخيراً حشرية قد تقل بحيث تصعب ملاحظتها, أو قد تزيد بحيث تضايق المحيط.
ج- العينان:
1 - الجفون: إذا كان الجفن الأسفل للعين قوياً فهو يعكس الحيوية والنشاط. أما إذا كان الجفن الأسفل ضعيفاً ورقيقاً فهو يعكس الضعف. ومن الممكن أن نلاحظ حركة ما على صعيد الجفنين. فإذا كانت الحركة لا إرادية تشبه رفة أو غمزة العين. فإن هذه الحركة تعكس عدم الإطمئنان, العصبية الزائدة والإرهاق.
أما إذا كانت حركة الجفنين لا تحصل إلا في مواقف معينة. فهي في هذه الحالة تعكس القلق الناجم عن الكذب أو عن الشعور بالذنب.
أما في حال حركة الجفون حركة إرتجافية فإنها في هذه الحالة تعكس الإرهاق النفسي, الخوف أو الهيستيريا.
وأخيراً فإن هذه الحركة ممكن ان تحدث بشكل تقلصات وهي في هذه الحالة غالباً ما تعكس الهيستيريا.
2 - وجود الدوائر السوداء حول العين: وهذه الدوائر تعكس تعب العينين والإرهاق النفسي والجسدي. ولكنها قد تنجم أيضاً عن الهزال (النحف) أو عن البكاء الحاد أو عن المبالغة في ممارسة الجنس.
الحقيقة أن العيون هي الباب الحقيقي للإنسان نحو العالم. فمن خلالها يرى الإنسان العالم ويتفاعل معه. ولكن العيون ليست مصدر أحساس فقط ولكنها أيضاً مصدر فعل. وهي مرآة حقيقية تعكس الشخصية. وللعيون لغتها الخاصة. وهي تتكلم لغتها هذه من طريق حركتها في محاجرها وعن طريق حركة البؤبؤ في داخلها. ولكبر العيون تأثير بالغ في مساعدتها على جعل لغتها مفهومة من الآخرين. وهكذا فإننا نستطيع أن نستكشف من خلال العيون أفكار الشخص ونياته. عواطفه وأهواءه وكذلك مواقفه النفسية السوية والمريضة على حد سواء.
د- الخدان:
يؤلف الخدان الجزء الأكبر من القسم الأوسط للوجه. وهذان الخدان هما أما:
1 - ممتلئان ومنتفخان: وهما يعكسان الهدوء, الوداعة, الطيبة والتفاؤل (خاصة عندما يكونا مائلين للحمرة). وهما يعكسان أيضاً السذاجة (بدرجات متفاوتة) أما عندما يكون لون الخدين مائلاً للصفرة والشحوب فقد يعكسان ضعفاً عقلياً.
2 - متقلصان ومشدودان: وفي هذه الحالة فهما يعكسان قوة الإرادة, القدرة على التركيز, الجدية والقدرة على إتخاذ القرار. ولكنهما يعكسان أيضاً الخبث بدرجات متفاوتة) وفي حالة ترافقهما بالتجويف بين الأنف والشفة فهما يعكسان بالإضافة لما ورد أعلاه الكآبة, الألم الاخلاقي, العصبية, القلق وأحيانا الأرق.
3 - غير معتنى بهما, تتخللهما الأخاديد والتجاعيد ويعكسان في هذه الصورة حالة أنهيار حيوي, شيخوخة مبكرة (إدمان, سهر, أرق, هبوط حيوي أو أصابة مبكرة بتصلب الشرايين). كما يمكن ان يعكسا انهياراً عصبياً. أو لامبالاة, يأساً, إهمالاً أو عوضاً عن ذلك شخصية شاذة.
هـ- الأنف:
ألأنف أيضاً مكون رئيسي للقسم الأوسط من الوجه:
1 - الأنف المستقيم الكبير: ويعكس الطيبة, المزاج المعتدل والإنصاف في مواقفه وعلاقاته.
2 - الأنف العريض: ويعكس البساطة والموهبة العقلية المحدودة مع درجات متفاوتة من الإقتضاب.
3 - الأنف الحاد: ويعكس القساوة ودرجات متفاوتة من الخبث والبخل وكذلك الغضب والثورة السريعين.
4 - الأنف الصغير نسبياً والمتجه إلى الأعلى: ويميز صاحبه بالرقة والتسامح وكذلك بالبساطة والهيستيريا والإقدام ولكن أيضاً بالقليل من السطحية.
5 - الأنف المسطح الشبيه بأنف القط: وهذا الأنف يوحي بعدائية صاحبه وبميله للخبث.
6 - الأنف المعكوف إلى أعلى: رغبة في السيطرة, وميل للبخل.
7 - الأنف الشبيه بالمنقار: متحمس عادة للأخلاق النبيلة, ميل للأعمال الذهنية والفكرية. إلى حد ما مغامر.
8 - الأنف ذو المنخرين المفتوحين إلى الأمام: وهذا الأنف يعكس إنبساط صاحبه وإنفتاحه على الآخرين.
و- الشفاه:
تدخل الشفاه كعامل أساسي في تحديد القسم الأسفل للوجه. وهي التي تعطي للفم شكله وتحدد حجمه.
1 - الشفاه المتساوية: تعكس التوازن النفسي والميـــل لإحقاق الحق. كما تعكس النزاهة والتجــرد.
2 - الشفة العليا كبيرة: وهذه الشفاه تعكس طيبة صاحبها.
3 - الشفة السفلى كبيرة: وهذه الشفاه تعكس شعور صاحبها بالتفوق. كما تعكس ميل الشخص للسيطرة. وكذلك فإن هذا الشخص يظهر بعض الإحتقار للآخرين.
4 - الشفاه اللحمية الحادة والواضحة: وهذه الشفاه تعكس الشبق.
5 - الشفاه الرقيقة - المسطحة: وهذه الشفاه تعكس حساسية محدودة, قساوة وخبث. كما يمكن أن تعكس هذه الشفاه الميل للغش والخداع.
6 - الشفاه المقوسة (المتماوجة): وهذه الشفاه تعكس خجل صاحبها وبراءته وكذلك فهي تعكس بساطته.
7 - الشفاه المشدودة: وتعكس هذه الشفاه حيوية صاحبها وكذلك طموحه وبخله. كما تعكس هذه الشفاه كون صاحبها ذا إرادة قوية, متصلباً ومغروراً.
8 - الشفاه المتباعدة: وهذه الشفاه تدلنا على التردد في إتخاذ القرار وكذلك على درجات متفاوتة من الضعف النفسي والعاطفي وأخيراً فإن هذه الشفاه تدلنا على ضعف صاحبها وكسله.
وفي نهاية حديثنا عن الشفاه لا بد لنا من إستعراض الدلالات النفسية لحركات الشفاه. وهذه الحركات قد تتبدى من خلال إرتجاف الشفاه وتدلنا في هذه الحالة على عصبية وهيسترية الشخص وكذلك إرهاقه النفسي وشعوره بالظلم..أما إذا كانت للشفاه حركات عصابية مثل عادة عض الشفاه أو مص الأصبع... الخ, فهذه الحركات تعكس معاناة الشخص للضغوط النفسية, مشاعر الندم, رغبة مكبوتة بالثورة وكذلك القلق. ومن الممكن في بعض الحالات أن تكون هذه الحركات دليلاً على حالات متفاوتة الحدة من العصاب وأحياناً التخلف العقلي.
أما إذا كانت الشفاه لا تتحرك بشكل متناسق أثناء الكلام فإن ذلك قد يعكس إضطراباً في النطق أو قد يوحي لنا بوجود أعطال عصبية.
والشفتان كما أشرنا في بداية الكلام عنهما تؤلفان الفم وحجم الشفتين وبالتالي حجم الفم يلعب دوراً مهماً في تحديد شخصية المرء. فإذا كان الفم صغيراً فإن ذلك يدلنا على بساطة التصرفات والقدرات الذهنية. أما إذا كان الفم كبيراً فإنه يدلنا على العاطفية والتوقد. ولكنه قد يعكس أيضاً الميل لكثرة الكلام أو لإستعمال الألفاظ غير المهذبة. أما إذا كان الفم مقوساً نحو الأسفل على شكل 8 فإنه يعكس الحزن والتعاسة وفقدان الأمل كما قد يعكس الإنهيار.
وأخيراً عندما يكون الفم مقوساً نحو الأعلى على شكل 7 فهو يدلنا على حسن النية, التفاؤل, المرح وعلى قوة الشخصية.
ز- الذقن:
وهي بعد الشفاه ثاني المعالم الرئيسية للقسم الأسفل للوجه.
1 - الذقن الكبيرة: وتعكس قوة الإرادة, الطاقة, الهدوء والقدرة على التحكم بالذات.
2 - الذقن الصغيرة و/أو المشدودة نحو الخلف: وتعكس ضعف الإرادة وضعف القدرة على الاحتمال والمثابرة.
3 - الذقن البارزة والطويلة الفكين: وتعكس الطموح القوة والقدرة.
4 - الذقن البارزة والمشدودة نحو الأعلى: وهذه الذقن تعكس عادة خبث صاحبها.
5 - الذقن المربعة: وتعكس مثل هذه الذقن قوة إرادة صاحبها.
6 - الذقن الحادة: وهذه الذقن تدل على لا منطقية صاحبها.
7 - الذقن المدورة: وتعكس هذه الذقن طيبة صاحبها حسن معشره وكذلك لطفه وكونه محبوباً.
8 - الذقن البيضاوية: وتدل هذه الذقن على الثبات والتوازن الإنفعالي.
ح- الأذن:
1 - الأذن الكبيرة: وتدلنا على سذاجة صاحبها.
2 - الأذن العالية: وتدلنا على الوقاحة والإستهتار بالقيم.
3 - الأذن العريضة المجوفة: (مثل الصدفة) وتدلنا على الحس الموسيقي لصاحبها.
4 - الأذن الصغيرة: وتدل على التهذيب, الظرف واللباقة.
5 - الأذن المغروسة نحو الأسفل: وتدلنا على شجاعة صاحبها وإقدامه.
6 - الأذن السمينة: وتدلنا على كون صاحبها شعبياً مع ميل للسوقية.
7 - الأذن المدورة: تعكس تفوق صاحبها الذهني كما تعكس كونه صاحب مواهب.
8 - الأذن غير المسطحة جيداً: تعكس ضعف صاحبها.
9 - الأذن القريبة من الرأس والملتصقة به: تدلنا على عناد صاحبها.
10 - الأذن الحادة: وتدلنا على ميل صاحبها للفكاهة والتندر.
11 - الأذن محددة الحواشي: وتدلنا على الطاقة والقدرة على إتخاذ القرار.
12 - الأذن البعيدة عن الرأس: وممكن أن تعكس تخلفاً عقلياً نسبياً. إلا أنها من الممكن أن تعكس أيضاً الخبث والميل للأذى.
وفي نهاية حديثنا عن أساليب تحديد الشخصية من خلال دراسة الوجه وقسماته. نجد لزاماً علينا أن نناقش نقطتين مهمتين هما:
أ- الشكل العام للوجه:
1 - الوجه المربع: ويدلنا على الحيوية, الطاقة والتسلط. وهذا الوجه هو وجه القادة, المجددين (نابليون, هيجو, بيتهوفن). ولكن صاحب هذا الوجه قد يكون ميالاً للسخرية اللاذعة (فولتير) أو قد يتمير بالكبرياء الزائد (ريتشارد فاغنر).
2 - الوجه المستطيل: ويدل على الحيوية, الطاقة والميل للسيطرة ولكنه أقل قوة من صاحب الوجه المربع, وصاحب هذا الوجه يحقق ذاته في ميادين مثل السياسة, الرياضة والأعمال. فصاحب هذا الوجه يمتاز بقدرته على الحفاظ على التوازن (خاصة إذا كانت له جبهة عريضة) ومن أصحاب الوجه المستطيل (دانتي، بوالو.. الخ).
3 - الوجه المتطاول: ويميز الأشخاص الذين يميلون للتأمل, الزائدي الحساسية والميالين للتشاؤم, الوحدة والتعاسة. ولكنهم في المقابل يتمتعون بقدرات عقلية وذهنية جيدة وكذلك بخيال خصب. إلا أن قوتهم الجسدية تكون محدودة ومن أصحاب هذا الوجه (أناتول فرانس, برناردشو, ديكارت... الخ).
4 - الوجه المثلث: (رأس المثلث نحو الأسفل): ويدل على الذهن المتفوق والمتوقد وكذلك فهو يدل على الجرأة, سعة الخيال والقدرة على الإبتكار. وهو أحياناً مغامر. وهذه المجموعة تحوي الصوفيين، الفنانين والفلاسفة ومنهم نذكر (شوبان, كنط.. الخ).
5 - الوجه المدور: ويشع هذا الوجه بالحرارة والسعادة والتفاؤل وهو يعكس أيضاً الطيبة والشره والمرح. وصاحب هذا الوجه يغضب بسرعة ولكنه لا يحمل الحقد وهو كثير الحركة وصديق جيد ووفي ومن أصحاب هذا الوجه (بلزاك, الكسندر ديماس... الخ).
الخط الأسفل, المتقطع فهو الفاصل بين القسم الأسفل للوجه ويبين قسمه الأوسط. في حين أن الخط الأعلى, المتقطع أيضاً, فهو الفاصل بين القسم الأوسط للوجه وبين قسمه الأعلى.
6 - الوجه البيضاوي: أصحابه يتشابهون إلى حد بعيد مع أصحاب الوجه المدور ولكنهم يمتازون عنه بدبلوماسيتهم وكذلك من خلال كونهم أقل نشاطاً وحيوية. وأصحاب هذا الوجه يمكن أحياناً أن يوجهوا قدراتهم نحو مشاعرهم السلبية وهم بذلك قد يصبحون خطيرين إذا ما إستثيروا أو تعرضوا للإستفزاز. ومنهم (باغانيني, أبراهام لنكولن... الخ).
شكل الوجه الهندسي لوحده لا يستطيع أن يعطينا فكرة متكاملة عن الشخصية ما لم نقارن ذلك بدراسة قسمات الوجه وحركاته. وكذلك مقدار العناية به (النظافة - التسريحة - الذقن... الخ).
ب- النظرة:
إن النظرة لا تنقل فقط العالم الخارجي إلى داخل الشخص ولكنها أيضاً تعكس دواخل النفس وتعرضها على العالم الخارجي. كما سبق القول فإن للعين لغتها الخاصة. هذه اللغة التي تحددها العين من طريق لمعانها. إتجاه نظرتها, حدة أو سطحية النظرة, وكذلك درجة حركتها. والعين لكي تعبر عن داخل صاحبها تستعين بالحاجبين فتعطيهما الشكل الملائم لما تريد أن تعبر عنه وكذلك فإن النظرة تستعين بعضلات الوجه ككل وتعطي للفم وللخدين تقلصات وأشكالا معينة.
في هذا المجال نذكر بقول بلزاك: "ان نظرة واحدة يمكن أحيانا أن تكون كافية لتقول كل شيئ عن جمال او عن قبح احدى النفوس".
وبما أن المجال يضيق بنا لشرح تفاصيل دلالات النظرة فإننا نكتفي بأن نورد بعض رموز لغة العين ونظراتها.
المقالة من إعداد الزميل نزار محمد شديد ومنقولة عن موقع إدراكات.
ملاحظة: كما ذكرت وأذكر دائماً, بأن هدفي من الموقع ومن الكتابة هي تزويدكم بالمعلومات, هناك من يوافق وهناك من يعارض على كتاباتي وهذا منطقي جداً. ومن منطلق حرية التعبير عن الرأي وإحترام الرأي الآخر أدعوكم للكتابة والنقاش البناء للمساهمة في بناء مجتمع مثقف وحضاري.
لكل موضوع فائدة..... ومع كل فائدة متعة.....
وفي النهاية أتمنى لكم ولجميع أفراد عائلاتكم الصحة والعافية.
الأخصائي إميل سمعان
زورونا في المركز وستشعرون في التغيير