التقمص وتناسخ الأرواح, بين الحقيقة والخيال
إعداد وكتابة: إميل سمعان
مهم جداً تعريف القاريء على موضوع التقمص/ تناسخ الأرواح وشرحه حتى ولو بشكل مختصر, لكي يتسنى للقاريء العزيز الإستفادة من هذا الموقع ومن المعلومات المقدمة للجمهور العزيز.
قبل الغوص في موضوع التقمص هناك بعض الاسئلة والتي لا بد من الإجابة عليها لكي نفهم موضوع التقمص من الناحية العلمية ومن الناحية الدينية أيضاً. وطبعاً سوف أوجز الموضوع في هذه المقالة وأحاول شرحه بصورة مبسطة قدر الإمكان لنستوعب الموضوع.
ما هو التقمص ؟ وهل هو موجود فعلاً ؟ ومن يؤمن به ؟
كلمة التقمص جاءت من كلمة قميص وقد شُبّه الجسد بالقميص, فكلما يخلع الإنسان قميصه القديم ويرتدي قميصاً جديداً, هكذا تخلع الروح قميصها - أي جسدها القديم بعد موته لتلبس قميصاً جديداً - أي طفل جديد في هذا العالم.
إختلف رجال العلم في هذا الموضوع وأيضاً رجال الدين فمنهم من يوافق أو يؤيد ويؤكد نظرية أو الإيمان بالتقمص ومنهم من يعارضه بشدة. وإختلف الأخصائيون كلٌ في مجالهِ أيضاً حول السؤال: متى تدخل الروح إلى الجسد؟ فبعض الأخصائيين من الطرفين العلمي والديني يقولون بأن الروح تلتصق بالجسد في اليوم الأول لتكوّن الجنين في الرحم, وقسمٌ آخر يقول بعد أسابيع معدودة من تكون الجنين وآخرين يدّعون إنه في ساعة الولادة.
لذا ليس هناك أي إتفاق كان في هذا الموضوع من الناحية الدينية أو العلمية وبعض الأبحاث تؤكد والبعض ينفيه.
الموضوع الثاني الذي أود طرحه هو, أين تذهب الروح بعد وفاة الإنسان؟ ومن منا سمع أو رأى عن مكان تواجد الروح؟ طبعاً الكتب الدينية المساوية كلها تؤكد بأن الروح ترجع إلى خالقها ولكن في الوقت نفسه هناك آيات في الكتب المقدسة نفسها التي تؤكد رجوع الروح إلى الجسد لأن الله قدير على كل شيء وسوف أذكر بعضها فيما بعد.
في الديانة المسيحية: وحتى إنعقاد المجمع أو المؤتمر المسكوني الخامس في القسطنطينية والذي عقد في سنة 553 م ( من تاريخ 5 أيار ولغاية 2 حزيران من نفس السنة ), آمن المسيحيون في التقمص وتناسخ الأرواح, وكان الفيلسوف والعالم المسيحي أوريغينيس (أوريجين) الإسكندراني 185 - 254 م والذي كان رئيس مدرسة اللاهوت في الإسكندرية بمصر كان أول من كتب وحلل موضوع التقمص في المسيحية وتبعه في ذلك الكثير من الكهنة وعامة الشعب. ولكن في المجمع المذكور سالفاً والذي لم يحضره بابا روما ( وهذا المجمع الأول والوحيد الذي لم يشارك به بابا روما ), تقرر إلغاء الإيمان في التقمص وهدر دم كل مسيحي يؤمن في التقمص وإعتباره خارجاً عن الديانة المسيحية وإعدامه حرقاً. وهذا ما حل بالراهب الدومينيكاني "جوردانو برونو" (1548-1600م) الذي قُدّم إلى محكمة الإعدام الكنسية وأعدم حرقاً في 17 شباط من سنة 1600م بسبب معتقداته الفلسفية والدينية الخاصة حول التقمص وتناسخ الأرواح. وحسب المصادر والمراجع يقال بأن السبب في إلغاء الإيمان بالتقمص في الديانة المسيحية هو خلافات داخلية بين الأساقفة وآخرين حيث يقولون بأن السبب هو ديني صرف.
وإليكم بعض الآيات من الكتب المقدسة التي ذُكر بها موضوع تناسخ الأرواح:
في الإنجيل المقدس:
إنجيل متى الإصحاح 12:17 : على لسان السيد المسيح "ولكني أقول لكم أن إيليا قد جاء ولم يعرفوه بل عملوا به كل ما أرادوا. كذلك إبن الإنسان أيضا سوف يتألم منهم". السؤال كيف جاء إيليا النبي وبأي صورة.
إنجيل متى 13-14: 11 : "لأن جميع الأنبياء والناموس تنبأوا إلى يوحنا وإن أردتم أن تقبلوا فهو إيليا المزعم أن يأتي".
إنجيل يوحنا 3:3 : عندما سأله نيقودومس "فأجاب يسوع وقال له الحق أقول لك إن لم يولد أحد ثانيةً فلا يقدر أن يعاين ملكوت الله". وفي هذه الآية هناك نقاش , هل المقصود الولادة الثانية أي التقمص أم المقصود بالولادة الثانية هي المعمودية ؟؟؟؟؟؟
في الديانة اليهودية: هناك الكثير من الآيات في بعض الأسفار في التوراة وبالذات في "سفري الجامعة والمزامير" التي ينسب في تفسيرهما إلى التقمص أو تناسخ الأرواح, وكثيرين من رجال الدين اليهود يعملون في حقل التقمص وتناسخ الأرواح.
في الديانة الإسلامية: هناك بعض المذاهب والفرق الإسلامية التي ئؤمن بالتقمص منها المذهب التوحيدي "الدرزي" ومذاهب أخرى مثل الشيعة, الإسماعيليين والنصيريين والطائفة النصيرية المعرفة بإسم العلوية واليزيدية, وقد ذكرت عّدة آيات قرآنية حقيقة التقمص إما بصورة مباشرة أو غير مباشرة. ولكن كما في المسيحية هناك الكثير من المفكرين المسلمين بالذات من السنّة الذين يرفضون تفسير الآيات المذكورة لاحقاً كدلالة على وجود التقمص في الإسلام. والإمام الغزالي في كتابه "التهافت" لم ينكر تناسخ الأرواح وأكد بأن البعث والتناسخ يرجعان إلى واحد أي إلى نفس المعنى. ومن هذه الآيات القرآنية التي تتحدث عن التناسخ على الأقل حسب تفسير الشيعة وأتباعها نذكر:
في القرآن الكريم:
سورة البقرة, الآية 28 : "كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يُحييكم ثم إليه تُرجعون".
سورة طه, الآية 55 : "منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نُخرجكم تارةً أخرى".
سورة الزمر, الآية 6 : "يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً بعد خلق".
سورة الروم, الآية 19 : "يُخرج الحيّ من المَيت ويخرج المَيت من الحيّ ويحي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون".
سورة العنكبوت, الآية 57 : "كل نفسٍ ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون".
طبعاً هذه الآيات وغيرها تؤكد رجوع الروح للجسد, أي بما معناه تناسخ الأرواح أو التقمص, وهناك مفسرين للكتب السماوية الذين يختلفون معي في تفسير هذه الآيات وغيرها وبأن المقصود من وراء كل آية هو أعمق مما كتب أو مما فهمته أنا شخصياً, فلا يوجد عندي أي إعتراض على هذه الأقوال. ولكني أفسر وأكتب حسب مراجع مهنية كثيرة ومنها الدينية أيضاً.
بعد أن أوردتُ قسماً مما جاء في الكتب السماوية أود أن أذكر الشعوب التي آمنت والتي تؤمن حتى يومنا هذا بالتقمص :
الفراعنة: كان الفراعنة أول من آمن بالتقمص, وبرهان ذلك كان في طريقة دفن أمواتهم. فالفراعنة دفنوا الأموات ووضعوا بجانبها كل إحتياجات المتوفي من المأكل والمشرب والأدوات الشخصية حتى أنهم وضعوا تماثيل لخدامهم بإعتقادهم بأنه عند عودة الروح للمتوفي سيجد الجميع بإنتظاره لخدمته. وكانوا يرسمون وجه الشخص المتوفي على التابوت بهدف تعرف الروح على جسدها لكي لا تلتصق بجسد أخرى.
الرومان واليونانيين: وهذا الأمر ينطبق على كتابات أفلاطون وأرسطو وسقراط وأفلاطين وغيرهم من الذين آمنوا في عملية تناسخ الأرواح وكتبوا عنها أيضاً بصورة موسعة.
الهنود والهندوس والبوذيون: وبعض الديانات الأخرى المنتشرة في الهند والصين والشرق الأقصى وهذه الديانات ئؤمن حتى يومنا هذا بالتقمص أو بتناسخ الأرواح ليس مع الإنسان فقط ولكن مع الحيوانات والنباتات أيضاً أي تؤمن أيضاً بالفسخ والرسخ المسخ.
الهنود الحمر في الأمريكتين: هم أيضاً يؤمنون بالتناسخ أو التقمص وحتى يومنا هذا يمجدون أرواح الآباء والأجداد ويقدسونها في مناسبات عدة وأكثر ما يؤمنون بالتناسخ أو المسخ مع الطيور الجارحة.
شعوب أخرى وقبائل متعددة موجودة مثل قبائل "التلينجيت" في ألاسكا, وقبائل "التّسميسيان" و"الأنكا" في أمريكا الجنوبية وأيضاً قبائل كثيرة في أستراليا وأفريقيا تؤمن بالتقمص وبتناسخ الأرواح وكل على طريقتها. هؤلاء كلهم بالإضافة إلى الطوائف الإسلامية المذكورة أعلاه وطائفة الموحدين الدروز في الشرق الاوسط التي تؤمن بالتقمص والتناسخ من بين أنواع التقمص. والتقمص بالنسبة لطائفة الموحدين الدروز هو أحد ركائز العقيدة أو المذهب التوحيدي الدرزي حسب ما ورد في عدّة مراجع من أهمها كتاب "الحياة بعد الموت" لنايف زهر الدين وأيضاً كتاب "التقمص" للقاضي أمين طليع اللبنانيين.
أنواع التقمص: حسب الديانة الهندوسية والبوذية والشرقية يشكل عام هناك 4 أنواع أو حالات من التقمص والتي سأذكرها لاحقاً. بينما من يؤمنون بالتقمص من الديانات الإلهية يؤمنون فقط بنوع واحد من التقنص وهو بالتناسخ:
النسخ هو التقمص وهو إنتقال النفس أو الروح من إنسان إلى آخر. ( وهذا ما يؤمن به أبناء الديانات السماوية).
المسخ إنتقال النفس البشرية إلى جسد حيوان.
الرسخ من الجسد البشري إلى جماد !!!!!
الفسخ وهو إنتقال الروح من الجسد إلى نبات !!!!!
ولكن حسب الديانات
بعد أن قمت بالشرح عن التقمص أود طرح بعض الاسئلة والتي يمكن أن تُطرح من قبل القراء الأعزاء, والإجابة عليها لتبسيط الموضوع أكثر:
سؤال وموضوع يمكن أن يطرح هو : متى تتم إنتقال أو نسخ الروح من شخص لشخص؟ وفي هذا السؤال عدّة أجوبة ففي بعض المذاهب أو الديانات هناك من يقول بأن الروح تنتقل في نفس لحظة الوفاة, ومذاهب وآراء أخرى تقول بأن الروح ترجع إلى خالقها لعملية تهذيبها وتنقيتها من كل الشوائب وبعدها ترسل إلى جسم آخر نقية صافية ومطهّرة. لذا يمكن أن تمكث الروح أيام أو أشهر أو ربما عشرات السنين قبل تناسخها أو رجوعها إلى جسم آخر لأن الزمن الروحاني مختلف كل الإختلاف عن الزمن المادي الذي نحيا ونعيش به. وبالنسبة للزمن المادي والروحاني ذكر هذا الموضوع في الإنجيل المقدس في " رؤيا يوحنا " .
وسؤال آخر يمكن طرحه وهو, كم مرّة ممكن أن تنتقل الروح من جسد إلى آخر أو عدد التقمصات؟ القاعدة تقول بأن عدد التقمصات لا نهاية لها, الله يرسل الروح في جسم الإنسان لهدف معين وتمر في سبعة دورات متكاملة في نفس المرحلة وبعد أن تكتمل هذه الدورات تنتقل إلى دورة أو مرحلة أخرى من سبعة مراحل أخرى ولهدف آخر. لذا فإن عدد التناسخ هو عدد لا نهاية له.
وسؤال آخر ومهم, هل النفوس في تزايد أم أن عدد النفوس في الكون ثابت؟ وهنا يتعلق الأمر من نسأل. فهناك طوائف تقول بأن الله سبحانه وتعالى خلق النفوس منذ الخليقة في يوم واحد وبعدد كامل لا يزيد ولا ينقص. وهناك رأي آخر يقول بأن النفوس واحدة ولكن الروح تتجزأ إلى أجزاء ومن هنا يكون التكاثر في عدد الأشخاص بالعالم. (حسب الأبحاث الأخيرة والتوقعات الإحصائية يُقال بأن عدد سكان العالم منذ الخليقة وحتى يومنا هذا بلغ 83 مليار نسمة!!!).
لنرجع إلى المقولة الأولى وهي بأن العالم لا يزيد ولا ينقص. بهذه النظرية تؤمن العديد من الطوائف والتفسير لها بأن الله خلق الأرض وأوجد عليها البشر والكائنات وخلق أيضاً كواكب أخرى وعليها أيضاً الملايين من الأرواح, لذلك فعملية التقمص تتم بين هذه الكواكب وعليه فلا زيادة ولا نقصان في العالم ككل. وكلما إزداد عدد الأشخاص على الكرة الأرضية قل العدد في أماكن وكواكب أخرى أو بالعكس.
المقولة الثانية تقول, بأن الله خلق في العالم والكون 613 نفس أو روح لا غير ومن هذه النفوس تتجزأ وتنبثق الأرواح مثل الشرارة, فكل نفس يمكن أن تخلق العشرات بل الآلاف والملايين من الأرواح وعليه فإن العالم في تزايد مستمر ولا نهاية له من حيث عدد قاطنيه. وهذه النظرية تقول وتؤكد أيضاً وجود كواكب أخرى في مجموعتنا الشمسية أو المجموعات الشمسية الأخرى والتي يمكن أن تنتقل الروح فيما بينها أي التقمص.
مثالاً على هذه المقولة: كم شمعة يمكن إضاءتها من عود ثقاب واحد؟ يمكن أن تكون شمعة واحدة أو مجموعة, وهذه المجموعة يمكن أن تضيء العشرات, والعشرات يمكن أن يضيئوا الآلاف والآلاف يضيئوا الملايين من الشموع وهكذا حتى لا نهاية. وإذا رجعنا إلى الأساس نرى بأن جميع هذه الملايين من الشموع أساسها عود ثقاب واحد أو شمعة واحدة. وهكذا هو تفسير النظرية أو المقولة الثانية.
هناك أمر ملفت للنظر ومعتمد على أبحاث عالمية وعلمية مفادها: بأنه بعد كل حرب والتي يذهب ضحيتها الآلاف من الجنود الذكور ففي السنوات المتعاقبة للحرب تكون نسبة ولادة الذكور في إرتفاع ملحوظ. وقد لوحظت هذه الظاهرة لأول مرة بعد الحرب العالمية الأولى وتمت دراستها في ألمانيا ودول أوروبية أخرى بعد الحرب العالمية الثانية حيث لاحظ المسؤولون بأن نسبة الولادة الذكور في إزدياد مستمر. وربما هذا يؤكد عملية تناسخ الأرواح.
وربما يُطرح السؤال الأهم والذي أسمعه دائماً, ما فائدة المعرفة من كُنت ومن أنا في السابق؟ لأن المهم هو الحاضر والمستقبل وما أنا عليه الآن؟ هذا السؤال منطقي وموضوعي أيضاً. وجوابي هو, بأن لكل إنسان الخيار بما يريده أو لا, وليس على شخص تقبل ما يكتب الآخر ولكن عليه إحترام آراء الغير. لذا فأنا أؤمن بأن عملية البحث عن الماضي تساعد الشخص على الفهم بأن لكل مخلوق هناك دور في المجتمع, ولكل مهنة إحتياجاتها, وبأن الانسان هو أخ الإنسان في البداية والنهاية, وربما عدو اليوم سيكون صديق أو أخ المستقبل وفي الحياة الجديدة, وإن التسامح بين الأديان هوالأساس لأنه إذا ولدت اليوم مسيحياً ربما أولد في المستقبل يهودياً أو مسلماً أو من أي مذهبٍ أو عرقٍ آخر. وإذا كنت اليوم فقيراً فمستقبلاً ربما أولد ثرياً. فعملية الرجوع إلى السابق "التقمص" (لمن يرغب) تستطيع أن تعطي الكثير من الأجوبة للتساؤلات التي تراودنا أو لشعور نشعر به ولا نجد له أي تفسير منطقي في عالمنا هذا. أو ربما هناك بعض الأمراض أو العاهات التي نعاني منها وسببها الحياة السابقة, وهناك عدة حالات عالجتها تشهد على هذه النظرية ربما أتطرق إليها لاحقاً بعد تلقي موافقة هؤلاء الأشخاص لنشر بعض التفاصيل.
فمن بعض هذه التساؤلات التي تراودنا بأنه كم مرة صادفنا أو قابلنا شخصاً لأول مرّة في حياتنا وشعرنا بإننا نعرفه جيداً أو تقابلنا في السابق, أو قلنا في نفسنا بأننا أحببناه أو كرهناه من أول نظرة. وكم مرة زرت بلداً أو دولة معينة عزيزي القاريء وشعرت بأنك زرت هذا المكان في السابق. وكم مرة أردت معرفة معلومات عامة عن شعب أو دولة وهي بعيدة عن مكان إقامتك آلاف الكيلومترات. أو إنك تهوى سماع لغة أجنبية وتستمتع في سماعها بالرغم من عدم معرفتك معانيها. أو يراودك شعور بأن مهنة معينة تستهويك, وربما تعطي أجوبة معينة وتكون صحيحة في مواضيع ليس لها علاقة بمهنتك. كثير من هذه المواضيع وأمور أخرى التي يفسرها المختصون بأن لها علاقة من حياتنا السابقة ونقلناها معنا إلى حياتنا الحالية.
أعزائي, في مركزنا "مركز العلاج البديل" نقوم بعملية مساعدة الأشخاص بالعودة إلى حياتهم السابقة أو بما يسمى التقمص أو تناسخ الأرواح. البعض يقول هذا كُفر والبعض الآخر يؤمن بالتقمص وأنا لا أود إقناع أو عدم إقناع الآخرين بهذا الموضوع, لذا من واجبي طرح الموضوع مهنياً لمعرفة الموضوع ومساعدة الأشخاص الذين يؤمنون بالتقمص بالتعرف على حياتهم السابقة إذا أرادوا.
طبعاً يتم العمل مع الشخص المعني بالأمر عن طريق الإسترخاء (מדיטציה , Meditation) على السرير في جو هاديء مع الموسيقى الهادئة وأضواء الشموع والروائح الطيبة حيث يتم توصيل الشخص بطريقة خاصة ( وبدون تنويم مغناطيسي بتاتاً ) إلى حياته القديمة حيث يستطيع تذكر أدق التفاصيل منها : إسمه الشخصي في حياته السابقة, أسماء أقاربه, الزمان والمكان الذي عاش به, مهنته السابقة وتفاصيل مهمة أخرى. عادةً نسمح لشخص مرافق التواجد في الغرفة لتوثيق المعلومات لأنه في أغلب الأحيان ولكثرة ما يرويه لا يتذكر الشخص كل ما ذكره في الجلسة.
وللمصداقية أقول بأن هناك الكثير من المتوجهين للمركز الذين يطلبون مساعدتهم بالتعرف على ماضيهم ومن جميع الديانات عرباً ويهوداً أيضاً , وهناك أشخاص إستطاعوا الرجوع إلى فترات ما قبل الميلاد وحتى إلى حياتهم قبل الولادة الحالية وتذكروا أدق التفاصيل منها. ويمكن للشخص الرجوع إلى أكثر من تقمص واحد في الجلسة الواحدة.
وإليكم بعض الأمثلة حول التتقمص والتي قمت بمعالجتها:
1 - شاب يبلغ من العمر 22 عاماً يحب الخيول كثيراً وفي جسده عدة علامات لجروح سابقة ليس هو أو والديه يتذكرون بأنها حصلت له. في إحدى الجلسات العلاجية طلب مني مساعدته للتعرف على حيواته السابقة. ونزولاً عند رغبته وطلبه قمت بهذه العملية بمراقبة والديه وإستطاع الرجوع إلى أربع حيوات سابقة ووصل إلى ما قبل الميلاد, وفي كل حياة ذكر أسمه وأدق التفاصيل, وإتضح بأن العلامات التي على جسده والتي ليس لها أي تفسير هي بسبب طعنات مميتة أو تعرضه لطلقات نارية في حياة أخرى وهذه العلامات إنتقلت معه إلى حياته الحالية. وحبه للخيول موجود معه منذ بعيد لأنه بياة أخرى كان فارساً ومقاتلاً مشهوراً.
2 - تجربة أخرى كانت لسيدة في الثلاثينات من عمرها وتعاني من سمنة زائدة. ومن خلال جلسة علاجية خاصة إتضح بأنها في أحد حيواتها السابقة كانت نحيفة جداً بسبب فقرها, إذ كانت تتسول لتعتاش وتلتقط رزقها وكانت تتمنى أن تخلق في عائلة ميسورة أو غنية لتستقر حياتها. وبالفعل في حياتها الحالية ولدت لعائلة ميسورة وهي اليوم إمرأة تعاني من السمنة ومتوفر لديها كل ما تتمناه.
3 - شاب بالأربعين من عمره لديه ندبة في طرف رأسه وسببها رصاصة قد خرقت رأسه في الحياة الماضية وبسببها طبعاً قتل وفارق الحياة وهذه العلامة لم تفارقه في الحياة الحالية.
4 - إمرأة يهودية (45 عاماً) أصرت بالقدوم لمركزنا بالرغم من البعد الجغرافي بين مكان سكناها لمقرنا, وكنت قد سألتها عن سبب إصرارها هذا, فقالت لمجرد قرأت إسمي بالمواقع العلاجية شعرت بأنني الوحيد الذي يمكن مساعدتها بالرغم من كثرة المعالجين في منطقتها. ولكن بالجلسة العلاجية وبالرجوع إلى حيواتها السابقة إتضح بأنها وفي القرن التاسع عشر وبالتحديد في سنة 1861 كانت تعيش في إحدى الدول الأوروبية وأحد أسماء إبنيها كان "إميل" كما هو إسمي. وهذا أعطى الجواب لإصرارها بأنني الوحيد الذي يمكن مساعدتها.
5 - إمرأة عربية في العقد الرابع من عمرها كان يراودها دائماً إسم "خليل" وفي بعض الأحيان كانت توقع تحت إسم "ماري". تعشق الزراعة والفلاحة مع أنها ليست بفلاحة في هذه الحياة. في إحدى الجلسات العلاجية تذكرت أربعة حيوات سابقة وفي أحداها رأت نفسها في القرن الماضي طبعاً, بوجودها في إحدى قرى الشوف بلبنان وهي بالحقل تزرع وتفلح الأرض مع زوجها ولها من الأولاد ثلاث, بنتان وإبن واحد, والأهم ما في الأمر بأن إسمها في تلك الفترة أو تلك الحياة كان "ماري" وكان إسم زوجها "خليل". طبعاً في هذه الجلسة إستطاعت أن تعطي تفاصيل دقيقة حول حياتها في الشوف.
هناك الكثير من الأمثلة في هذا الموضوع والتي من خلال إرجاع الشخص إلى حيواته السابقة إستطعنا أن نساعده بتخطي الكثير من المحن أو التساؤلات التي تلازمه وليس عنده أي تفسير لذلك.
وفي النهاية أود أن ألخِّص القول بأن موضوع التقمص هو ليس إحتكار على فئة أوعلى طائفة أو قبيلة أو شعب معين. فالإيمان بالتقمص أو بتناسخ الأرواح يشمل كل القارات والشعوب مع الإختلافات الواردة حسب الإيمان الشخصي والعقائدي لكل شعب أو طائفة.
لذا أقول: آمن من آمن وأنكر من أنكر وليس في شيء إجبار.
ملاحظة: كما ذكرت وأذكر دائماً, بأن هدفي من الموقع ومن الكتابة هي تزويدكم بالمعلومات, هناك من يوافق وهناك من يعارض على كتاباتي وهذا منطقي جداً. ومن منطلق حرية التعبير عن الرأي وإحترام الرأي الآخر أدعوكم للكتابة والنقاش البناء للمساهمة في بناء مجتمع مثقف وحضاري.
لكل موضوع فائدة... ومع كل فائدة متعة.....
ولكم الشكر الجزيل.
الاخصائي : إميل سمعان
زورونا في المركز وستشعرون في التغيير